ثقافية علمية للجديد فى الخدمة الاجتماعية
الخميس، 22 مارس 2012
السبت، 17 مارس 2012
مقالات صحفية
أستاذ التخطيط الاجتماعي د. طلعت السروجي: العولمة تعزّز الفردية وتُناقض طبيعة علاقاتنا
كتب: القاهرة - أحمد فوزينشر في 5, June 2011 :: الساعه 12:03 am | تصغير الخط | تكبير الخط
«العدالة العالمية كمتغير للسياسة الاجتماعية الدولية» عنوان الدراسة التي أجراها د. طلعت السروجي، أستاذ التخطيط الاجتماعي وعميد كلية الخدمة الاجتماعية السابق في جامعة حلوان، يحذّر فيها من مخاطر العولمة التي أزالت العدالة الاجتماعية ويطالب بتفعيل مفهوم العدالة لردم الهوة بين الغرب، الذي يدّعي الديمقراطية وينادي بحقوق الإنسان فيما هو يبتلع ثروات الدول النامية، وبين الشرق الرازح تحت وطأة الأمية والفقر.
عن هذه الدراسة وأهدافها، يتحدث د. السروجي في اللقاء التالي.
ما هدف دراستك «العدالة العالمية كمتغير للسياسة الاجتماعية الدولية»؟
محاولة ربط بين حقوق الإنسان في العالم وبين العولمة والثورة التكنولوجية والدعوة إلى إزالة الفوارق بين الدول، بالإضافة إلى تبنّي الحقوق الإنسانية العالمية وصحوة منظّمات المجتمع المدني العالمية.
كيف ترى دور منظّمات المجتمع المدني العالمية راهناً؟
أصبح لها دور واضح وملموس على الساحة الكونية في ظل التكتلات الدولية التي تعطي قوة أكبر للدول وأصحاب رؤوس المال، وتعدّ مطلباً رئيساً في العصر الحديث، على غرار الاتحاد الأوروبي الذي يُعتبر نموذجاً واضحاً في ذلك، فهو وحّد العملات ويسعى إلى توحيد التشريعات الاجتماعية.
كذلك، على منظّمات المجتمع المدني تبنّي سياسة اجتماعية دولية باعتبار أن حقوق الإنسان أضحت عالمية وظهرت حركات عدالة دولية في أوروبا، لذا باتت الدعوة إلى تبني مفهوم العدالة العالمية تلقى صدى واسعاً لارتباطه بالسياسة الاجتماعية الدولية، وقد خُصّص يوم في شهر فبراير (شباط) للاحتفال بالعدالة العالمية.
هل يدعم الواقع العدالة الاجتماعية؟
يفرز الواقع العالمي تبايناً بين ثروات الأمم وفي الملكية، ذلك أن الدول الكبرى تملك ما يقرب من 80% من ثروات العالم، ويُمنح حق الفيتو لدول من دون أخرى. كذلك، ثمة تمايز في العلاقات بين الدول مثل حيازة الأسلحة النووية أو موقف الدول الكبرى والاتحاد الأوروبي من الثورات والاحتجاجات التي تحدث في الدول النامية.
ما سبب هذه الازدواجية برأيك؟
تبحث الدول الكبرى دائماً عن مصالحها الذاتية وليس عن تحقيق العدالة العالمية، بالإضافة إلى الحرية التي تتمتع بها الشعوب الغربية في الانتقال والسفر بين الدول الأوروبية من دون غيرها من الشعوب، ما يبرز تمايزاً واضحاً في الواقع العالمي، خصوصاً أن دولاً كثيرة لا تتعامل بصيغة واحدة مع المهاجرين إليها.
الى ماذا نحتاج لتطبيق العدالة الاجتماعية واقعياً؟
نلاحظ أن العدالة العالمية التي تتغنّى بها الدول الكبرى غير مفعّلة أو مطبّقة، فهي سرقت حضارتنا وصدّرت لنا ما يُسمى بالعدالة والنظريات الخاصة بها من دون تطبيق حقيقي منها لهذه العدالة. لذا من الضروري إعادة تشكيل منظّمات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني العالمية، في المقابل يجب أن تعمل الدول النامية، خصوصاً الدول العربية والإسلامية، على التكتّل في وحدات لمزيد من القوة والعدالة على الساحة الكونية.
ما السرّ في افتقادنا إلى العدالة؟
ليس لدينا القوة للمطالبة بها في المجتمع الدولي، ثم تتغنى الدول الكبرى بالعدالة وتلتهم الدول الصغرى بواسطة قوّتها العسكرية والتقنية.
هل لغياب العدالة أثر على المجتمعات العربية؟
بالطبع، لغيابها أثر على الحكومات والشعوب، لا سيما أن ثمة حكومات ترتمي في أحضان الدول الكبرى بهدف الاحتماء بها أو تحت ستار الحصول على إعانات، ما يؤدي إلى ضعفها وعدم استقلاليتها وفقدان القدرة الذاتية على اتخاذ القرارات التي تتوافق مع شعوبها.
ما موقف المواطن في الدول النامية من هذه القضية؟
يشعر بالظلم وبأنه أقل قوة وأقل قدرة، وبأن الدول الغنية تسيطر على مقدراته تحت ستار ما يُسمى بالعدالة العالمية، بالإضافة إلى زيادة الفجوة بينه وبين الحكومات، بسبب إهمال مطالبه وآرائه. كذلك، قد يشعر بالدونية وبأنه أقل علماً وثقافة ومهارة من المواطن المنتمي إلى الشعوب المتقدّمة.
ما النتائج التي قد تترتب على هذا الشعور؟
قد يؤدي ذلك إلى احتجاجات وفقدان الشعوب لحضارتها، لأن الحضارة إنسانية وليست غربية وتستفيد منها الشعوب كافة وليس الغرب فحسب، للأسف نجد أن 1.2 مليار شخص محرومون من فرص الحصول على مياه الشرب و2.4 مليار شخص محرومون من خدمات تنقية المياه.
ما أهمية السياسة الاجتماعية العالمية؟
من شأنها أن تُحدث تبادلاً عالمياً أوسع، تنشئ معنى أقوى للعالم كعالم واحد، تخفّف آثار التنافس العالمي، وتدعم فكرة حقوق الإنسان العالمية.
نلاحظ اهتماماً متزايداً بالوعي العالمي للمشاكل العالمية، على غرار المشاكل البيئية لذا تحرص شبكات عالمية على تقوية المنظّمات البيئية، وهذا الأمر يدعم روح الوعي العالمي ويدفع إلى إيجاد حلول شاملة.
هل ثمة تمايز بين الشعوب في الشرق والغرب؟
ترى الشعوب في الدول العربية أنها لا تقلّ عن الشعوب في الدول الغربية حضارةً أو ثقافةً أو حريةً أو ديمقراطيةً، لذا تطالب حكوماتها بأن تكون مماثلة للحكومات والنظم الغربية، وبألا تقلّ ديمقرطيتها عن نظيرتها في الغرب. ثم الحضارة الإنسانية أحد حقوق الشعوب العربية كونها تعيش في إطار كوني أحدثته العولمة، ولا يمكن التمييز بين الحرية والديمقراطية أو أساليب التعبير عن الحاجات بينها الدول الغربية.
ما عيوب العولمة؟
ليست النظام الأمثل للعدالة ومواجهة الفقر والبطالة.
ما تأثير العولمة على المجتمعات العربية؟
لها تأثير على المحيط الثقافي في مجتمعاتنا، لأن الثقافة الوافدة تميل إلى الثقافة المالية وما يتبعها من مظاهر التفتيت والفردية، ما يؤثر على العلاقات الأسرية التي اعتادت عليها مجتمعاتنا العربية، لذا ينمو تفكير نحو تدعيم مفهوم العولمة البديلة أو الطريق الثالث بما لا يسمح بالاعتماد على الليبرالية والرأسمالية بشكل رئيس، خصوصاً بعد الأزمة المالية العالمية الأخيرة.
ما مزايا العدالة العالمية؟
سلطة العدالة والمواطنة كعولمة جديدة وتحقيق التوزيع العادل لثروات العالم وإقامة عدالة عالمية بلا ضفاف.
ما رأيك بالثورات التي تشهدها المنطقة العربية اليوم؟
هي نتيجة لمظاهر العولمة التي حرّكت الشعوب وغيّرت الثقافات، فالإنسان في الدول النامية يقلّد الإنسان في الدول المتقدّمة، حيث يتاح له حق الاحتجاج والاعتصام والاعتراض من دون خوف.
ما أبرز الاقتراحات التي قدّمتها في دراستك؟
تعميم العدالة العالمية وعدم التمييز بين الدول، خصوصاً في العلاقات بين الحكومات والشعوب، الاهتمام بالسياسة الاجتماعية الدولية من خلال التكتلات العالمية، الالتزام بحقوق الإنسان العالمية، تنشيط وتفعيل منظمات المجتمع المدني وعلاقتها بمنظمات المجتمع المدني العالمية، محاربة الاستعباد الاجتماعي بأشكاله المختلفة، وتحقيق التوزيع العادل لثروات الأمم والشعوب.
كيف يمكن تنفيذ هذه المقترحات؟
ثمة مشكلة بين التنظير العلمي والجهات التنفيذية، ذلك أن حلقة الوصل مفقودة في أيّ بحث لا تنفَّذ نتائجه، ما يؤثر على مستقبل الدراسات الإنسانية عموماً.
كيف نتغلّب على المشاعر السلبية؟ | |
الأربعاء, 01 فبراير 2012 13:58 |
هويدا |
«عندما نجد طفلاً غير عابئ بأي شيء وتوجهاته سلبية لا بد من أن نستثير فيه ما يحرك كوامنه، ونسأله: لماذا تفعل شيئاً أنت ترفضه؟ لماذا لم تبلغني بما تحب وترضاه؟ كذلك ينبغي أن نكف عن التربية التسلطية التي تنحصر في أمرين: أفعل كذا ولا تفعل كذا، وندع أولادنا يختارون بين الأمور المتاحة والإحساس بالمسؤولية الذاتية والتوجيه السليم. بهذه الطريقة نخرّج للوجود شباباً واعداً إيجابي التوجه، قادراً على التعبير عن مكنوناته ومواهبه المتميزة» .يرى عيد أن المشاعر السلبية قد تؤدي إلى الإحباط والاكتئاب والشعور بالخضوع والخنوع والانسحاق، وقد يتجه الشخص إلى تعذيب نفسه من خلال إحساس عارم بالإثم من دون أن يرتكب ذنباً، فينسحب من الواقع ويلتصق بذاته في ما يعرف بالعزلة.يلفت د. إبراهيم عيد (أستاذ الصحة النفسية في جامعة عين شمس) إلى أن الإنسان يجمع بين الإيجابيات والسلبيات، وعلينا العمل على أن يتجاوز سلبياته إلى إيجابياته، بمعنى أن في داخله طاقة إيجابية وإمكانات لا محدودة، ويستطيع بلوغ أهدافه وتحقيق ذاته إذا عرف كيف يتجاوز مواطن الضعف في شخصيّته، «مثلاً عند وقوع خلاف بين الزوجين قد يقفان موقف المعاندة والخصام وتصعيد المشكلة وقد يتجاوزانها من دون مشاكل بتجاهل الحديث عنها». طاقة إيجابية يلاحظ السروجي أن الإنسان في الدول النامية يميل، بطبعه، إلى تقليد ما يراه ويسمعه سواء في الأسرة أم المدرسة أم وسائل الإعلام أم الشارع، من خلال تفاعله مع الآخرين وزيادة ثقافة الازدحام، خصوصاً في المناطق العشوائية والمدن الأكثر كثافة، فتنمو لديه تلقائياً مشاعر سلبية تجاه المجتمع والآخرين، وقد تمتد إلى ذاته فيلجأ إلى الانطواء، العزلة، الوحدة، فقدان الذات، ويشعر بألا قيمة له، وقد يكون عدوانياً وأقل انتماء إلى أسرته وبيئته ووطنه.«تتكوّن المشاعر السلبية لدى الإنسان عبر التنشئة الاجتماعية ومؤسساتها المختلفة من أسرة وأقارب ومدرسة ونادٍ… برأي د. طلعت السروجي (عميد سابق في كلية الخدمة الاجتماعية في جامعة حلوان)، ويضيف: «تؤدي وسائل الإعلام دوراً أساسياً في تنمية المشاعر السلبية لدى الإنسان من خلال الأخبار التي يقرأها أو الأحداث التي يسمع عنها أو يراها على مدار الساعة، فيجد نفسه أمام نماذج سلبية وتغيب النماذج الإيجابية التي تعكس مشاعر إيجابية». التنشئة الاجتماعيّة يضيف عبد المقصود أن «التصرفات السلبية تؤدي إلى ضعف في التفكير الإيجابي، وقد يكون الإنسان سلبياً حتى في إيجابياته ويميل إلى الانعزال. أصحاب هذا السلوك هم مرضى في حاجة إلى استشارة نفسية وطبية».يعتبر أستاذ الطب النفسي في جامعة القاهرة د. نبيل عبد المقصود أن التصرفات السلبية أمر طبيعي، «لكن إذا تغلبت على التصرفات الإيجابية بشكل ملحوظة وسيئ فهنا المشكلة. أذكر في هذا المجال البلطجية مثلاً الذين يفتعلون تصرفات سلبية كثيرة، والمدمنين الذين يفشلون في السيطرة على تصرفاتهم السلبية لعدم وعيهم بما يفعلون». وضع طبيعي كذلك تشير إلى ضرورة الاعتناء بالتنشئة السوية للأطفال في الأسرة، «وفي حال وجود خلافات بين الوالدَين عليهما متابعة دورات في التنمية البشرية، وثمة مراكز للتوجيه الأسري تساهم في حلّ الضغوط النفسية والتعامل معها بوعي وإيجابيّة وتحقيق السلام الداخلي. نحن في المؤسسة نعتمد على التوجيه الإيجابي ونحفّز على الانشغال بأمور مفيدة».تضيف الجوهري: «من الضروري أن يشغل الإنسان نفسه بما هو مفيد عملاً بالحديث النبوي: «نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل»، ويدرك أن اليأس هو أكبر سلاح للمشاعر السلبية التي تعود بالضرر عليه وعلى المجتمع».ترى خبيرة التنمية البشرية حنان الجوهري أن البيئة المحيطة بالشخص تؤثر بشكل أو بآخر في طريقة تعامله مع الأمور، بالإضافة إلى الخبرات التي يكتسبها منذ طفولته، لذا يعبر البعض عن إحباطه في شكل ثورة عارمة، فيما يكبت البعض الآخر هذه المشاعر في داخله فيصاب بأمراض جسدية أو نفسية، «هذه الأساليب هي محاولات وقتية لأن المشاعر السلبية ستظل تؤرق صاحبها. من هنا، يجب التحدّث إلى صديق أو قريب أو اختصاصي نفسي، أو التعبير عن المشاعر بالكتابة، ويستحسن إجراء تمرينات للتنفس». تأثير البيئةيوضح العقباوي أن المهارة التي يجب أن نتعلمها هي تعديل سلوكنا نحو الأفضل والتركيز على المشاعر الإيجابية، فإذا أردنا التحكّم في سلوكياتنا علينا مراجعة أفكارنا، أو بمعنى آخر الطريقة التي نفكر بها سواء كانت إيجابية أم سلبية.يضيف العقباوي أن الطريقة التي ننظر فيها إلى الأمور هي التي توجه مشاعرنا نحو السلبية أو نحو الإيجابية: «من يرى النصف الفارغ من الكوب تتشكّل لديه نظرة سوداوية إلى الأمور، أما من ينظر إلى النصف الممتلئ فتبض روحه بالتفاؤل والأمل».يؤكد د. أحمد شوقي العقباوي (أستاذ الطب النفسي في جامعة الأزهر) على ضرورة اكتساب مرونة في الحياة تمكننا من التعامل مع المشاكل ودحض المشاعر السلبية والتغلب عليها. اطلعوا على نصائح علماء النفس والاجتماع في كيفيّة السيطرة على المشاعر السلبية وبلوغ السلام الداخلي.عدوانية، غضب، حقد، كراهية، غيرة، شفقة على النفس، ريبة، شك، لوم النفس وندم… مشاعر سلبية تنتاب المرء إزاء مواقف يتعرّض لها فتعكّر عليه صفو حياته وتوقعه في مشاكل نفسية وجسدية تؤذيه وتضرّ بالمحيطين به… |
شاهد المحتوى الأصلي علي بوابة الفجر الاليكترونية - كيف نتغلّب على المشاعر السلبية؟
ضرب الطفل الغاضب يدمِّر شخصيته 01-25-2012 12:42 AM - أحمد فوزيالغضب عموماً قد لا يمثل قلقاً إذا كان في الحدود الطبيعية كرد فعل لموقف ما، لكنه يصبح غير ذلك إذا خرج عن حدود المألوف. في هذا التحقيق يقدم الخبراء نصائح للآباء والأمهات للسيطرة على غضب أبنائهم. غضب الأطفال أحد الأشكال الشائعة لاضطراب السلوك، كأن ينطلق الطفل في بكاء هيستيري وعناد شديد أو أن يضرب من حوله ويرميهم بشيء ما في يديه. هنا يتطلب الأمر وقفة من الأبوين تمنع الطفل من تكرار هذا السلوك كي لا يصبح عدوانياً يصعب السيطرة على غضبه. يقول د. أحمد شوقي العقباوي (أستاذ الطب النفسي في جامعة الأزهر): «الغضب حالة انفعالية تتفاوت حدتها من البسيط كالاستثارة والضيق، ثم تنتهي بالغضب الشديد المتمثل في التمزيق والتدمير والعنف. كذلك يتسم سلوك الطفل بالهياج الشديد والصراخ والبكاء وقد يعبر عن غضبه بطريقة حركية أو لفظية أو بميل عدواني يصعب في بعض الأحيان ضبطه والسيطرة عليه، فيحتاج إلى التعامل معه بأسلوب النفس الطويل. ينصح د. العقباوي الأسرة بضرورة العمل على تهدئة الطفل الغاضب والابتعاد عن إثارته بهدف الضحك عليه أو إذلاله وتخويفه، وبضرورة عدم تقييد حريته أو إرغامه على الطاعة من دون إقناعه وتشجيعه على ممارسة هوايات متعددة، كذلك يجب إعطاؤه الوقت الكافي كي يلعب، فالطفل الغضوب غالباً يكون محروماً من ممارسة اللعب. ينصح د. العقباوي الأبوين بالتعامل مع الطفل بأسلوب الثواب والعقاب ويفضل ألا نلجأ إلى الضرب. حرية تعبير يقول د. إبراهيم عيد (أستاذ الصحة النفسية جامعة عين شمس): {الإحساس بالغضب والتعبير عنه انفعال طبيعي مثله مثل الفرح والسرور، فالمطلوب منا أن ندع الانفعالات الطبيعية لدى الطفل تنطلق بنفسها كي لا يشعر الأخير أننا نمارس عليه ضغطاً كبيراً فلا ينتابه الغضب أو الضيق، وفي الوقت نفسه يعبر عن نفسه بحرية وبطلاقة}. يتابع د. عيد: {لا بد من أن نعلِّم الطفل كيفية التعبير عن مشاعره بحرية للوصول إلى ما يمكن أن نسميه “توكيد الذات”، فلا يمكن أن تؤكد ذاتك بغير تعبير طليق عن مشاعرك وعن حقوقك الإنسانية. من هنا لا بد من أن يتعلم الطفل كيف يبوح بأفكاره وأحاسيسه سواء في السرور أم الغضب. كذلك لا بد من أن نعلم أبناءنا كيف يتحملون الإحباط كي يقدروا على مواجهة الأزمات. يرى د. عيد أن العنف ضد الطفل لإنهاء غضبه خطأ فادح قد يجعل منه إنساناً شاذاً نفسياً وخائفاً من كل شيء حوله، ولا بد من التعامل بشكل هادئ وعقلاني مع تصرفات الطفل كي لا تتأثر شخصيته بالسلب. تدقيق وتحليل أما د. طلعت السروجي (العميد السابق في كلية الخدمة الاجتماعية في جامعة حلوان) فيقول: {قد لا يميز الآباء والأمهات غضب الأطفال أو مشاعرهم وأساليب هذا الغضب ومظاهره المتفاوتة بين الأطفال، فكثير من الآباء والأمهات لا يتقبلون هذه المظاهر أو الأساليب ولا يستطيعون السيطرة على غضب أطفالهم لغياب تقديرهم للموقف}. يؤكد د. السروجي: {يجب أن يسعى الآباء إلى السيطرة على غضب أطفالهم بالتحليل الدقيق لموقف الغضب وأن يسألوا أنفسهم لماذا يغضب أطفالهم وما هي المظاهر المختلفة التي ترتبط بكل موقف؟ فقد يختار بعض الأطفال مظاهر بسيطة للتعبير عن غضبهم في موقف ما، وقد يختار آخرون أساليب أكثر شدة وحدة وقد يكون ذلك لأسباب ذاتية ترجع إلى شخصية الطفل أو إلى أسباب خارجية متأتية من الأسرة نفسها وتقليد الأطفال لآبائهم وأمهاتهم، الأخوة والأخوات الأكبر سناً، الأقارب، الزملاء في المدرسة أو حتى المعلمين الذين غالباً ما يلتفت الأطفال إلى غضبهم ويحاولون تقليده بالقوة والشدة نفسيهما. يشير السروجي إلى أن كثيراً من الآباء والأمهات أو المعلمين لا يستوعبون أساليب ومظاهر الغضب كافة لدى الأطفال لغياب إدراكهم وتحليلهم الدقيق للموقف المثير، بذلك يقتلون لدى الأطفال قيم التقبل للآخر والأخذ بالنصح والتسامح والاستماع الجيد إلى الآخر وضرورة الحوار المجدي المفيد. هكذا، تنمو لديهم أمراض اجتماعية مثل الفردية والذاتية والأنانية. هنا، يجب على الآباء والأمهات والمدرسين أن يحللوا كل موقف بدقة متناهية للإجابة عن الأسئلة: لماذا يغضب الأطفال؟ لماذا يمارسون أساليب ومظاهر معينة؟ وإلى أي مدى يدركون المواقف والمظاهر المرتبطة بغضبهم}. ينصح د. السروجي الآباء بضرورة عدم مواجهة غضب الأطفال بغضب أشد كي لا يؤثر ذلك في تنشئتهم اجتماعياً ويقتل لديهم القيم الإنسانية النبيلة التي نريد أن ينشأ عليها أطفالنا، وبذلك يتحولون إلى شخصيات مدمرة وعدوانية لا تتقبل الآخر ولا تنصت جيداً ولا تستوعب ما يقوله الآخرون. كذلك نقتل لديهم قيم التسامح والديمقراطية، فلا يستطيعون ممارستها بأي صورة أو مظهر، ما قد يؤثر سلباً على سلوكياتهم وحياتهم الشخصية، ويؤدي إلى مشاكل اجتماعية كثيرة في بناء الشخصية الإنسانية عموماً وتفاعلها مع المجتمع. تعديل وتدريب ترى د. أمال محمد مصطفى (استشارية صعوبات التعلم وتعديل سلوك الأطفال) أن الطفل يعبِّر عن غضبه بالبكاء والصراخ لتدعيم رغبته في استجابة والده وأمه لطلباته، لذا يجب أن نحد من هذا السلوك، وعلى الأم ألا تلجأ إلى راحة نفسها بتلبية رغباته كافة والتخلص بالتالي من غضبه وبكائه. تقول د. أمال: {كي تتجنب الأم نوبات الغضب لدى طفلها عليها اتباع أساليب عدة أبرزها: تعديل البيئة المحيطة به وما تتضمنه من مثيرات، تقديم بديل للسلوك غير المرغوب فيه وتدريب الطفل على القيام به وتشجيعه على ممارسته، تجاهل السلوك غير المناسب، تشتيت انتباه الطفل نحو شيء آخر أثناء قيامه بالسلوك المشين، تقديم التعزيز الإيجابي للسلوك المناسب اجتماعياً، تعليم الطفل سلوكيات ومهارات جديدة عبر التحاور معه والتأكيد أولاً على أن الغضب سلوك سيئ وعليه إذا أراد شيئاً ما أن يطلبه بطريقة مناسبة وإلا مُنع منه، استخدام بعض أساليب تعديل السلوك كفقدان الحساسية المنتظم والانطفاء التدريجي للسلوك، تجنب التناقض في الأوامر بين الوالدين في تربية الطفل وضرورة تغيير ردود فعل المحيطين بالطفل تجاه سلوكه غير المناسب مثل السخرية منه أو الاستهزاء به}. تضيف أمال قائلة: {على هذا الأساس، تتوافر أمامنا بدائل كثيرة تساعدنا في اختيار ما يتفق مع طبيعة الطفل وطبيعة السلوك أو الموقف. من المفيد جدا تقديم التدعيم والتعزيز الإيجابي المناسب لسلوك الطفل كي يقوى ويستمر وفي الوقت ذاته لا بد من أن نتجاهل ما يصدر عن الطفل من سلوكيات سلبية، فلا نركز عليها أو نلتفت إليها لأن الطفل في هذه الحالة يتعلم من التجاهل ألا يخطئ وأن يأتي بالسلوك الصحيح}. تشير د. أمال إلى أن الغضب العادي الطبيعي لا خوف أو ضرر منه، لكن السلوك الغاضب الذي يسبب مشاكل لأهله هو الذي يتكرر كثيراً في اليوم الواحد. في هذه الحالة، من المهم اللجوء إلى بعض المراكز المتخصصة لتعديل السلوك أو إلى عيادات التأمين الصحي والجمعيات الأهلية المعنية برعاية الأسرة وأقسام علم النفس ومراكز الإرشاد النفسي. على رغم أن د. أمال ترى أن حالة الغضب تحتاج إلى تعديل سلوك الطفل، إلا أنها ترفض علاجه بالضرب وتنصح بالعقاب الإيجابي الذي يتمثل في إعطاء الولد موقفاً مثيراً أو منفراً تجاه سلوكه الغاضب. كذلك ثمة عقاب سلبي يتمثل في منع الطفل من كل شيء محبب إليه مثل التنزه ومشاهدة الكارتون، وكلا الطريقتين مفيدتين في علاج اضطراب السلوك أكثر من استخدام الضرب الذي قد تنتج منه نتائج عكسية تجعل الطفل أكثر غضباً وعدوانية. تؤكد د. أمال أن علاج الغضب يتطلب أسلوبين، الأول يسمى علاج اضطراب السلوك ويحتاج إلى فترة طويلة وصبر للوصول إلى نتيجة إيجابية من صاحب الحالة، وعلى الأسرة التعامل معه وفق عادات وسلوكيات جديدة كي تجدي الأساليب العلاجية نفعها. أما الأسلوب الثاني ويسمى علاج السلوك المشكل وهو أسهل وأيسر من النوع الأول في العلاج. تطالب د. أمال بأن تتضمن المناهج التعليمية مواقف لتعليم الطفل سلوكيات جيدة ومنع غضبه كمجموعات قصصية وحكايات من شأنها تهذيبه وتقويم سلوكه وتصرفاته. |
السبت، 10 مارس 2012
أحدث البحوث العلمية ( طلعت السروجى)
أحدث البحوث العلمية فى المؤتمر العلمى الخامس والعشون للخدمة الاجتماعية كلية الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان مارس 2012 عن
ثلاثية إقتصاديات السوق الاجتماعى والعدالة الاجتماعية
ومستقبل الدولة المدنية الحديثة
ثلاثية إقتصاديات السوق الاجتماعى والعدالة الاجتماعية
ومستقبل الدولة المدنية الحديثة
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)